الجمعة، ديسمبر 10، 2010

العنوان الصحيح للكتاب - الشريف حاتم بن عارف العوني




العنوان الصحيح للكتاب
تعريفهُ وأهميتهُ. وسائل معرفتهِ وإحكامه. أمثلةٌ للأخطاءِ فيهِ

تأليف: الشريف حاتم بن عارف العوني

الناشر: دار عالم الفوائد


يحدّد المؤلف في مقدمة هذا الكتاب غاية علم التحقيق بأنها الحفاظ على علوم الأمة المكتوبة وإحياؤها بالنشر وتيسير الإنتفاع بها لأبناء الأمة.


ثم يشير إلى الأصول القديمة لعلم التحقيق عند علمائنا الأولين وإبداعهم فيه، كما يتطرق إلى اختلاف مناهج المحققين وتباينها واتفاقهم على أربعة أصول وهي أن الكتاب المحقق هو:


1- الذي صح عنوانه
2- واسم مؤلفه
3- ونسبة الكتاب إليه
4- وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصور التي تركها المؤلف


وغرض هذا الكتاب هو تناول الركن الأول (صحة عنوان الكتاب) بالدراسة "حيث إن الكتاب الذي لم يصح عنوانه، فانهدم أحد أركان تحقيقه، لا يوصف بأنه مُحقق.. إلا تجوّزا!!"


فبعد تعريف العنوان الصحيح للكتاب وأهميته ووسائل معرفته، يذكر الكاتب نماذج من الأخطاء الواقعة في عناوين الكتب تصل إلى خمسين مثالا إلا ثلاثا مبتدئا بصحيح البخاري وعنوانه هو "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه" مرورا بـ"البيان والتبيين" للجاحظ وعنوانه الصحيح "البيان والتبيّن" بياء واحدة مشددة مضمومة و"الأمالي" و"النوادر" لأبي علي القالي والصحيح أنها "النوادر وذيله".


وينبه الكاتب في بعض الأمثلة على الفوائد من استخدام العنوان الصحيح للكتاب في تقريب محتواه وتلخيصه وبيان المصطلحات التي يدرج عليها مصنّفه خصوصا حين يتعلق الأمر بكتب الحديث النبوي الشريف.


أمثلة من الكتاب:


- جامع الترمذي أو سنن الترمذي


قال الشيخ الشريف حاتم ( ص 54 ) : والكتاب الثالث الذي حقق عبد الفتاح أبو غدة اسمَه في كتابه المذكور آنفا – يقصد كتاب : تحقيق اسمي الصحيحين ، واسم جامع الترمذي - هو كتاب الترمذي ، فبين بالأدلة الواضحات أن اسمه هو ( الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعرفة الصحيح والمعلول ، وما عليه العمل ) .


وقد طُبع كتاب الترمذي طبعات متعددة ، ولم تأت إحدى طبعاته بهذا العنوان الصحيح !! بل أشهر طبعاته التي بتحقيق المحدث أحمد بن محمد شاكر ( ت 1377 هـ ) كُتب على غلافها : ( الجامع الصحيح ، وهو سنن الترمذي ) .


وهذه التسمية خطأ محض ، لا هي عنوان الكتاب الصحيح ، ولا هي مطابقة لمضمون الكتاب ومنهجه . بخلاف العنوان الصحيح ذاك ، الذي هو من أوضح الأمثلة على أن العنوان الذي وضعه المؤلف أَقْدَرُ عنوان على وَصْفِ الكتاب وصفاً دقيقاً معبِّراً في كلمات يسيرات .


قلت هذا ، ثم طُبع كتاب الترمذي طبعة جديدة ، بعنوان ( الجامع الكبير ) !! فالترمذي يُسمِّي كتابه ( الجامع المختصر ) ، والمحقق يسميه ( الكبير ) !!! .ا.هـ.




- إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث لابن قتيبة ( ت 276 هـ )


قال الشيخ الشريف حاتم ( ص 82 ) : طُبع الكتاب بهذا العنوان ، والصواب في اسمه : ( إصلاح الغلط في غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله ) . فكذلك سُمي الكتاب على غلاف نسخة الكتاب الأصلية ، وكذلك سماه ابن خير في ( فِهْرِسْتِهِ ) لكن بزيادة كلمة ، حيث سماه ( إصلاح الغلط الواقع في غريب الحديث لأبي عبيد ) .ا.هـ.




- تلخيص الحبير لابن حجر العسقلاني ( ت 852 هـ )


قال الشيخ الشريف حاتم ( ص 90 ) : طُبع هذا الكتاب طبعات متعددة بهذا العنوان ، وهو عنوان خطأٌ معنىً وحقيقةً ؛ أما خطأ معناه ، فلأن الحبير وصفٌ لا يليق بالمؤلف ، حتى يقال ( تلخيص الحبير ) ، حيث إنه بمعنى الحسن أو الجديد أو الفَرِح ؛ وهذه أوصاف تصح للكتاب ، فهو التلخيص الحسن والجديد والسعيد ( مجازا ، لحسن تأليفه ! ) . وأما خطؤه في حقيقته ، فلأن السخاوي والبقاعي وهما من تلامذة المصنف سمّياه بـ ( التلخيص الحبير ) ؛ فهذا هو عنوانه .ا.هـ.




يقول أبو حسن: هذا الكتاب أيضا لا غنى عنه لمن يعشق التراث العربي ...

ليست هناك تعليقات: